مع تزايد الطلب على خدمات الرعاية الصحية عالية الجودة، أصبحت الاستدامة أولوية استراتيجية للمستشفيات والعيادات الحديثة. فالمرافق الصحية تعمل على مدار الساعة، وتستهلك كميات هائلة من الطاقة، وتنتج كميات كبيرة من المخلفات، ومع ذلك فهي تخدم رسالة سامية: إنقاذ الأرواح. ولهذا، فإن دمج ممارسات الاستدامة في مرافق الرعاية الصحية لا يهدف فقط إلى تقليل الانبعاثات، بل يسهم أيضاً في تحسين النتائج الصحية، وخفض التكاليف، وبناء أنظمة مرنة تواكب تحديات المستقبل.
المستشفيات وجدت في الأساس لرعاية الإنسان. وعندما تمتد هذه الرعاية لتشمل البيئة، تصبح النتائج الصحية أفضل للجميع. إليك كيف تسهم الاستدامة في دعم الرعاية المرتكزة على المريض:
تشير الأبحاث إلى أن التصميم المستدام يسهم بشكل مباشر في تسريع تعافي المرضى، فالعناصر مثل الإضاءة الطبيعية، والمواد الخالية من المواد المضرة، وتوفير درجات حرارة مريحة، والعزل الصوتي، تقلّل من مستويات التوتر وتُعزز من عملية الشفاء. كما تُسهم جودة الهواء المحسّنة، الناتجة عن أنظمة التكييف ذات الكفاءة العالية ومرشحات الهواء المتطورة، في تقليل خطر العدوى ورفع مستوى الراحة للمرضى والعاملين.
توفّر المستشفيات المستدامة بيئات عمل أكثر صحة للموظفين، إذ إن استخدام المواد منخفضة الانبعاثات، والتهوية الجيدة، والحد من التعرض للمواد الكيميائية المستخدمة في التنظيف، يقلّل من المخاطر المهنية. وعلى المدى الطويل، ينعكس ذلك في انخفاض معدلات التغيب عن العمل وارتفاع نسب الاحتفاظ بالكفاءات في قطاع يعاني أفراده من الإرهاق الوظيفي.
يساعد الحد من استهلاك الطاقة والمياه في تقليل التكاليف التشغيلية للمستشفيات، ما يتيح إعادة توجيه الموارد المالية نحو تحسين جودة الرعاية الصحية المقدمة للمرضى.
تُعد المرافق الصحية من أكثر المباني استهلاكاً للطاقة، نظراً لتشغيل الأنظمة الحيوية على مدار الساعة، من غرف العمليات إلى المختبرات. وتُسهم تقنيات المباني الذكية في إدارة هذا الاستهلاك بشكل أكثر كفاءة دون التأثير على جودة الرعاية المقدمة.
توفّر أنظمة إدارة المباني المركزية تحكماً شاملاً في الإضاءة، والتكييف، والمصاعد، وأنظمة الأمان، والمياه. وفي المستشفيات، حيث قد تؤدي الفروقات الصغيرة إلى استهلاك كبير، تتيح المراقبة اللحظية والأتمتة إلى تقليل استهلاك الطاقة بنسبة تتراوح بين 20% و40% دون المساس بالراحة أو السلامة العامة للمرضى أو الكادر الطبي.
تعمل أنظمة التكييف الذكية على ضبط تدفق الهواء ودرجات الحرارة بناءً على إشغال الغرف، أو الوقت خلال اليوم، أو مقدار الحرارة الناتجة عن تشغيل المعدات. فعلى سبيل المثال، تتطلّب غرف العمليات تحكماً دقيقاً في درجات الحرارة والرطوبة، بينما يمكن تعديل الظروف في غرف المرضى وفقاً لاستخدامها الفعلي. ويسهم هذا النمط من التحكم في رفع كفاءة الأداء والحد من الهدر في الطاقة.
تُسهم حساسات الحركة، وأنظمة التعتيم التلقائية حسب ضوء النهار، وبرمجة الإضاءة حسب الجداول الزمنية، في خفض استهلاك الكهرباء، مع الحفاظ على راحة بصرية مناسبة للكوادر الطبية والمرضى.
تقوم الحساسات الذكية المعتمدة على إنترنت الأشياء والمثبتة في أجهزة التبريد ووحدات معالجة الهواء وغيرها من الأنظمة بجمع بيانات الأداء في الوقت الفعلي. وعند رصد أي خلل، مثل ارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة أو اهتزاز غير معتاد، يتم تنبيه الفنيين للتدخل قبل حدوث الأعطال، مما يُقلّل من التوقفات غير المتوقعة ويُطيل عمر المعدات.
تعزيز الاستدامة في قطاع الرعاية الصحية لا يقتصر على تصميم المباني، بل يشمل أيضاً العمليات اليومية مثل الشراء، وإدارة النفايات، والنقل، وهي مجالات تحمل فرصاً كبيرة للتحسين.
بدأت فرق المشتريات في اعتماد معايير بيئية ضمن قرارات الشراء، مثل اختيار المنتجات التي تُصنع من مواد قابلة للتحلل، أو المغلفة بشكل يقلل النفايات، أو تلك الحاصلة على شهادات بيئية موثوقة. ومن خلال إعادة تقييم سلاسل التوريد والتركيز على الأثر البيئي طوال دورة حياة المنتج، يمكن للمستشفيات تقليل انبعاثاتها غير المباشرة بشكل ملحوظ.
تنتج المستشفيات أنواعاً متعددة من المخلفات، من المخلفات الطبية الخطرة إلى بقايا الطعام والأوراق الإدارية. ويساعد فصل المواد القابلة لإعادة التدوير، والمخلفات العضوية، والنفايات الحيوية الخطرة في تقليل الكميات المرسلة إلى المكبات. كما بدأت بعض المرافق الصحية بالتعاون مع شركات متخصصة لإعادة تدوير المواد البلاستيكية والأدوات الطبية ذات الاستخدام الواحد بطريقة آمنة.
تُستخدم المياه في المستشفيات لأغراض النظافة والتعقيم ورعاية المرضى. ويساعد استخدام تجهيزات موفرة للاستهلاك، وإعادة تدوير المياه الرمادية، وتركيب صنابير تعمل بالحساسات، على خفض الاستهلاك بأكثر من 30%. وتُعد هذه الحلول بالغة الأهمية في المناطق الجافة لضمان الاستدامة على المدى الطويل.
نلتزم في جونسون كنترولز العربية بدعم مزوّدي خدمات الرعاية الصحية في تقديم رعاية أفضل، مع تعزيز الكفاءة التشغيلية وتحقيق أهداف الاستدامة.
من خلال تقنية "أوبن بلو لتحسين غرف المرضى"، نتيح بناء بيئات ذكية تستجيب لاحتياجات كل مريض على حدة، حيث تُضبط درجات الحرارة، والإضاءة، وتدفق الهواء تلقائياً بناءً على إشغال الغرفة والمتطلبات السريرية، ما يسهم في تقليل استهلاك الطاقة وتهيئة بيئة مريحة تُساعد على التعافي.
كما ندعم الاستجابة الفورية في الحالات الطارئة من خلال "تقنية أوبن بلو لحالات الطوارئ الزرقاء"، والذي يعمل على تسريع الإجراءات الحرجة في حال حدوث إنذار "Code Blue" عبر إرسال تنبيهات فورية إلى الفرق المعنية، وتحضير الغرف تلقائياً، وتقليص زمن الاستجابة في اللحظات التي يكون الوقت فيها عاملاً حاسماً.
تتكامل هذه الحلول بسلاسة مع أنظمتنا المتقدمة لإدارة المباني، مثل "Metasys" و"OpenBlue"، لتمنح المستشفيات تحكماً شاملاً ومباشراً بجوانب الراحة، والسلامة، وكفاءة الأداء، وكل ذلك في الوقت الفعلي.
من غرف المرضى إلى وحدات العناية الحرجة، نعمل في جونسون كنترولز العربية على تمكين المستشفيات من التحوّل إلى مرافق أكثر ذكاءً وكفاءة، تركز على ما هو أهم: إنقاذ الأرواح.
تواصل معنا اليوم لاكتشاف كيف تدعم حلولنا الذكية قطاع الرعاية الصحية.
تواصل معنا لاستكشاف منتجاتنا، والحصول على استشارات الخبراء، والعثور على الحل الأمثل لعملياتك.