أصبحت الاستدامة محورًا أساسيًا في توجهات الشركات الحديثة، ليس فقط لأسباب بيئية، بل أيضًا لما تحققه من قيمة طويلة الأمد وقدرة تنافسية، وتُعد شهادة "LEED" من أبرز الأساليب التي تعتمدها الشركات استجابةً لهذا التحوّل. في هذا المقال، نناقش كيف تساهم شهادة "LEED" في دعم أهداف الشركات، وتعزز صورتها العامة، وتقدم لها العديد من المزايا المالية.
شهادة "LEED" هي إحدى أبرز برامج اعتماد المباني الخضراء على مستوى العالم، وقد طوّرها المجلس الأمريكي للأبنية الخضراء (USGBC)، وهي منظمة غير ربحية، بنسختها التجريبية في عام 1998 واُعتمدت بشكل رسمي في عام 2000 كنظام تصنيف لتكون بمثابة إطار متكامل يساعد على تصميم المباني وتشغيلها بطريقة مسؤولة بيئيًا.
يعني الحصول على شهادة "LEED" أن المنشأة قد صُممت أو أُديرت مع مراعاة معايير الاستدامة، بدءًا من كفاءة استهلاك الطاقة ووصولًا إلى تقليل النفايات. تنطبق الشهادة على معظم أنواع المباني، بما في ذلك المكاتب والمدارس والمستودعات والمنازل، وتنقسم إلى أربع فئات حسب النقاط التي يحققها المشروع في مجالات الاستدامة، وهي: معتمدة (Certified)، وفضية (Silver)، وذهبية (Gold)، وبلاتينية (Platinum). وتُعد الفئة البلاتينية الأعلى (أكثر من 80 نقطة)، وهي مؤشر على أداء بيئي متميز.
تلعب المباني الحاصلة على شهادة "LEED" دورًا كبيرًا في تقليل الأثر البيئي للشركات؛ فهي تستهلك كميات أقل من الكهرباء والوقود والمياه، وتنتج انبعاثات غازات دفيئة أقل، مما يساعد الشركات على الالتزام باللوائح البيئية وتحقيق أهداف الاستدامة بسهولة أكبر.
كما يساعد الالتزام بمعايير "LEED" الشركات على مواكبة اللوائح التنظيمية الجديدة ومتطلبات البناء التي تُركّز بشكل متزايد على كفاءة الطاقة وتفرض عليها قيودًا مُشددة.
في وقت أصبحت فيه المسؤولية البيئية أولوية لدى المستهلكين والمستثمرين والموظفين، تعتمد الشركات على شهادة "LEED" لتُظهر التزامها بالاستدامة. فامتلاك منشأة حاصلة على شهادة "LEED" يعبّر بوضوح عن القيم التي تتبنّاها الشركة، ويُظهر أنها تتخذ خطوات فعلية لتقليل أثرها البيئي.
وعلى مستوى الصورة المؤسسية العامة، تُعد شهادة "LEED" أحد الأصول التسويقية القوية، وتحرص العديد من الشركات على تسليط الضوء على مكاتبها أو متاجرها أو مصانعها المُعتَمدة في البيانات الصحفية والإعلانات والتقارير السنوية لتعزيز صورتها أمام الجمهور، إذ إن هذا النوع من التقدير الخارجي يمنح العلامة التجارية ميزة تنافسية حقيقية.
بالإضافة إلى ذلك، تساهم شهادة "LEED" في تعزيز رضا الموظفين وتدعم جهود المحافظة عليهم، وهو ما ينعكس أيضًا على صورة الشركة كجهة عمل. يفضّل الكثير من الموظفين، لا سيما من الأجيال الشابة، العمل في شركات تُراعي الأبعاد البيئية وتلتزم بمعايير الاستدامة. إن العمل في مبنى حاصل على شهادة "LEED"، يتميّز بإضاءة طبيعية وجودة هواء أفضل ويوفر إطلالات على المساحات الخضراء، يعزز شعور الانتماء والفخر في بيئة العمل.
تُعد العوائد الاقتصادية من أبرز مزايا شهادة "LEED" بالنسبة للشركات، فالمباني الخضراء تقلل التكاليف بشكل كبير وتقدم الكثير من المكاسب المالية على المدى الطويل. وفيما يلي بعض أبرز الفوائد الاقتصادية:
صُممت المباني الحاصلة على شهادة "LEED" لتستهلك طاقة ومياه أقل مقارنة بالمباني التقليدية، مما ينعكس مباشرة على خفض فواتير الخدمات. وتُسهم أنظمة الإضاءة والتكييف وتجهيزات السباكة عالية الكفاءة في تقليل التكاليف التشغيلية على المدى الطويل. وقد أثبتت التجارب أن العديد من الشركات تمكنت من تقليل استهلاكها للطاقة وتكاليفها بشكل ملحوظ بعد اعتماد معايير "LEED".
عادةً ما تعتمد المباني الخضراء على مواد عالية الجودة وتصاميم ذكية تقلّل من الحاجة إلى الصيانة المستمرة.
إن امتلاك أو تطوير عقار حاصل على اعتماد "LEED" يمكن أن يحقق عوائد مجزية في سوق العقارات، فالمباني الخضراء غالبًا ما تحظى بإيجارات وأسعار بيع أعلى، نظرًا لإدراك المستأجرين والمشترين لأهمية انخفاض التكاليف التشغيلية والبيئة الصحية التي توفرها هذه المباني.
تشجّع الحكومات حول العالم المباني الخضراء من خلال تقديم حوافز متنوعة، وقد تكون الشركات التي تسعى للحصول على اعتماد "LEED" مؤهلة للحصول على إعفاءات ضريبية أو استرداد مالي.
بالنسبة للشركات التي تخوض تجربة تطوير المباني الخضراء لأول مرة، قد تبدو عملية الحصول على شهادة "LEED" معقدة بعض الشيء. فيما يلي الخطوات التي ينبغي اتباعها:
ينبغي على الشركات تحديد نظام تقييم "LEED" الأنسب لمشروعها، فهناك عدة فئات ضمن الشهادة، مثل تصميم وتشييد المباني (للمباني الجديدة أو المشاريع التي تشمل تجديدات كبرى)، وتصميم وبناء المساحات الداخلية (لأعمال التأهيل الداخلي)، وغيرها. من الضروري اختيار النظام الذي يتماشى مع نوع المبنى ونطاق المشروع، إلى جانب تحديد مستوى الشهادة المستهدف: معتمد، أو فضي، أو ذهبي، أو بلاتيني. كما يُفضل الاستعانة باختصاصي معتمد من "LEED" للمساعدة في إدارة العملية بكفاءة.
تتضمن مرحلة التسجيل تقديم المعلومات الأساسية عن المشروع ودفع رسوم التسجيل.
يجب على الشركات اتباع معايير "LEED" في مراحل التصميم والبناء، مع التركيز على كفاءة الطاقة، وترشيد استهلاك المياه، واختيار المواد، وجودة البيئة الداخلية، إلى جانب الابتكار.
تُعد المستندات جزءًا أساسيًا لإثبات التزام المشروع بمعايير "LEED"، حيث يقوم فريق العمل بإعداد ملف متكامل عبر منصة "LEED Online"، يشمل النماذج المخصصة لكل معيار والأدلة الداعمة.
بعد مراجعة الطلب والموافقة عليه، يُمنح المشروع مستوى الشهادة المناسب بناءً على عدد النقاط التي تم تحقيقها.
في جونسون كنترولز العربية، ندعم عملاءنا في الحصول على شهادة "LEED" من خلال توفير تقنيات متكاملة لإدارة المباني، وخبرة عميقة في كفاءة الطاقة، والأتمتة، والتصميم المستدام.
تتيح أنظمة أتمتة المباني التي نوفرها، بما في ذلك نظام "Metasys®"، مراقبة مستويات استهلاك الطاقة وتحسين كفاءتها، مما يساعد الشركات على تحقيق النقاط الأساسية ضمن فئة الطاقة في نظام "LEED".
كما نقدّم حلول التدفئة والتهوية وتكييف الهواء المتطورة وأنظمة تحكم ذكية تُحسّن جودة الهواء الداخلي وتقلّل من استهلاك الطاقة. وتسهم تقنياتنا في كسب نقاط "LEED" ضمن عدة فئات، تشمل كفاءة الطاقة، والتحكم في الإضاءة، وراحة مستخدمي المبنى.
تواصلوا معنا اليوم لمعرفة المزيد.
تواصل معنا لاستكشاف منتجاتنا، والحصول على استشارات الخبراء، والعثور على الحل الأمثل لعملياتك.